فرصة سعيدة

الاثنين، فبراير ٢٦، ٢٠٠٧

طعم النزف

النص الوحيد الباقي من أوراق قديمة


هكذا قلت لها يوما وأنا أعلم ان لا شيء سيحدث...

.........................
يا أمي
كم تحبين التعب
والعذاب
تعرفين؟ ... أسامحك تمامًا فيما ترتكبين في حقي... بصفاء نفس وراحة بال ما دام اختيارك .. فكل أفعالك تقع في قلبي بمكان .. أقسم انه لا يشاركك فيه أحد.. حتى أكثر هذه الأفعال قسوة علي أجدها حنونة ومربتة ...
لكن اعذريني لا أقوى أن أسامحك وأنت تتعبين نفسك.. لا أحتمل أن أراك تحرمين نفسك من أقرب قلب إليك ..
ومن قبل قلت لك .. وها أنا أكررها
لو أنني مخطيء وأنت لا تشعرين بما أشعر ... فورًا سأغادر .. وأبتعد
لكنني أكاد أجن فانا أقسم أنه ليس كذلك، وأتحداك أن تقولي لي ليس في قلبي لك شيء أو انه شيء آخر غير ما تفهم .. أنا أعرف وأنت تعرفين
كم أحتاج وتحتاجين
لكنك تختارين التجاوز والصمت والمضي كأن لا شيء
لم لا ترحلين إلي؟
وتختارين المضي نحوي؟.. ولسنا في مأساة هنا .. فلا مانع أبدًا من الاصطحاب في هذه الرحلة الساحرة إلا ما نضع فوق رؤسنا من هموم الدنيا .. التي نواجهها دومًا بفلسفة واحدة هي السهولة المفرطة...
اعذريني إن قلت لك ما أشعر به
فكما تجعلينني أتألم اسمحي لي بنبلك أن تشاركيني قدرًا من الألم الذي لا أقصده أبدًا لكن قدري وقدرك أن نمنع - بقرارك- من البوح والحديث المباشر - عكس شخصيتي تمامًا- وأن تمتزج احلي لحظات البوح بأقسى مشاعر النزف ..
هذا النزف الذي تختارينه لي ولك ... وانا لا أملك إلا أن أحني الرأس وأخفض الطرف وأضرع في رحابك راضيٍا بما أمرت ...
اسمحي لي أن أناديك كما أحببت دومًا : أمي
وأن أضيف ما اشعر به الآن وأنا أصارحك..
يا صديقة روحي،
ما رأيك لو واجهنا أقدارنا على قدر أقدارنا
لست ولا أنت من الصغار ولا المراهقين ولا أصحاب الطيش .. اختبرت ما لك في قلبي سنين وسنين ..
لم لا نواجه أقدارنا بشجاعة؟
استمعي لصوت جنوني لحظة
وأصغ لفتاة السادسة عشر داخلك
أنا متأكد أن جنوني وطفولتك قادران على انتشالنا
..........
لكنها لم ترد أن تعود طفلة ولا أن تسمح لي باختبار قدرتي على الجنون وعدت عاقلا جدا حتى لم يكن ممكنًا أن أستأذنها
قبل النشر

الخميس، فبراير ٢٢، ٢٠٠٧

روقان

الثلاثاء، فبراير ٢٠، ٢٠٠٧

باولو كويلو بدلا من سيد قطب

المهتمون بالمسألة الإسلامية عليهم أن يفكروا من جديد في مشروعهم.. لا أقصد هنا الكلام الكبير عن السياسة والعولمة وهذه الأمور، بل أناقش أبسط ما يميز أصحاب المشروع الإسلامي ونقطة الانطلاق الأساسية في مشروعهم وهي الدعوة إلى الله والتي أصبحت بجلاء هي الدعوة لمظاهر التدين ... الأمر بات من المسلمات لكن ذلك لا يمنعنا أن نناقشه ... فمعظمنا يمكنه الاتفاق على أن دعوة الناس وهدايتهم بالمعنى الحرفي للكلمة وتديين مساراتهم وجذبهم إلى العبادة وممارستهم الشعائر كانت هي الشغل الشاغل للمشروع الإسلامي في الفترة الماضية وطبعًا نعرف أن هذه النوعية من البشر تشكل بوضوح الأرضية المناسبة للانتقاء والتجنيد داخل الحركات الإسلامية المختلفة.. وهذا ما يمكن أن نفسر به الحفاوة التي استقبل بها الإخوان المسلمون ظاهرة التدين الشعبي لسلفي في أوائل التسعينات رغم أن الأرضية التي ينطلق منها التدين الشعبي لا تصلح أبدًا لانتقاء أفراد للانخراط في الغخوان المسلمون لأن القاعدة الفكرية تماما مختلفة... ولكن التهليل بالتدين الشعبي جاء في إطار تهليل لكل مظاهر التدين التي تصبغ المجتمع فتسهل للإخوان التحرك في الشارع والفوز بأصوات هذه الجماهير .. اتخذ الإخوان الموقف حتى قبل دراسة مدى نفع هذه المظاهر من عدمها.. والانتباه لمعايير الانحراف عن مقاصد الدين التي تشوب بعض أشكال ومظاهر التدين.. ومن هذه المظاهر التي احتفى بها الإسلاميون حجاب الفنانات والتسابق لإطلاق الأوصاف المختلفة عليهم من تائبات إلى عازفات عن الشهرة ومنه التهليل لأي حركة انفصالية في العالم يقوم بها مسلمون وانتشار الحديث عن جهاد بورما وكشمير والشيشان وتايلاند والفلبين حتى وإن لم يعرف المؤمِّنين خلف الإمام أين تقع هذه الأماكن .. وإقبال الشباب على تكرار الحج والعمرة وانتشار الفضائيات الدينية وانتشار ثقافة الشريط الإسلامي وكل هذه المظاهر التي بالتأكيد تحمل أكثر من وجه .. ولا تحمل معها الخير فقط او الشر فقط... وبدلا من الاتجاه إلى ترشيد هذه المظاهر وتوجيهها الوجهة الصحيحة ظل منطق الحبور والتهليل هو المسيطر..
هذه الحالة أدت بأصحاب المشروع إحساسًا وهميًا بأن ثمة منجزًا وهو اقتراب الناس أكثر من الدين وبالرضا عن الوسائل والخطط والاستراتيجيات... دون التساؤل أو حتى التوقف أمام الأسئلة البدهية هل من المفيد صرف طاقة الشباب المتدين نحو الحجاب والإكثار منن العبادات في رمضان وتكرار الحج والعمرة أم ان ثمة مجالات أخرى من الهم توجيه الناس إليها ...
تتضح الفكرة في رأيي من خلال النظر لظاهرة عمرو خالد الذي فجاة وجد مريدين وأتباعًا بعدد مهول ولما وجد أن مزيدا من الشحن نحو مظاهر التدين من عبادات وشعائر لن تجدي وان التعبد والصلوات جزء من حياة الإنسان ولا يمكن ان تشغل مائة بالمائة منها.. فاضطر تحت ضغط الرغبة في عمل شيء إلى تنفيس هذا الزخم في أعمال خيرية تارة وفي ما زعمه إحداث نهضة تارة ولالاشتباك مع بعض الامور السياسية تارة أخرة.. لكن لأن التفكير والتخطيط لم يأخذ حقه ولم يدعمه بناء فكري محترم، فإن الارتباك كان سيد الموقف فتبددت التجربة وضاع الزخم ولم أعد أسمع عن عمرو خالد إلا اتصاله الدائم بتامر حسني وهيثم شاكر في محبسهما والشد من أزرهما أو أشاهده في إعلان لتحريم شرعي السطو بالوصلات على مباريات الكرة التي تبثها قنوات الشيخ صالح كامل ...
ربما يبدو الأمر فيما قاله صديقي الصحفي رضا فايز أنه ربما على الإسلاميين التفكير في أي الأولويات أجدى الدعوة إلى التدين بمعناه البسيط في مفردات ومظاهر شعائرية وحسب، أم الدعوة للتحضر والتقدم والرقي وهي المعاني التي تتعانقمع مقاصد الدين فعلا...
إذا ساد هذا المنطلق فإن الفتاة التي تبدع في عملها ستكون أولى بالتشجيع والتحفيز من الفتاة التي تتحجب.. وسيكون الطبيب الشاب الذي يسهر في عيادته خير من المعتكف على ختم القرآن...وسيكون الشاب المهووس بالتقنية واختراع لعبة الكترونية عربية خير من الشاب المهتم بمتابعة أخبار المسلمين عبر النت والتحوقل والحسبنة...
وعلى هذا ستتحقق خارطة جديدة للإسلاميين بطاقاتهم الهائلة وستتغير أجندتهم بلا شك فربما نجد توجهًا بإلغاء ما يسمى بفرق الأفراح الإسلامية وتشجيع فرقة حالة او اسكندريلا بما يقدمان من فن أقرب لروح الإسلام ما خبط ورزع الفرق الإسلامية في الأفراح.. وستكون ساقية الصاوي ودار الأوبرا منهلا لشباب الإسلاميين وليس فقط ساحات المساجد ... وربما يضم الإخوان لمنهجهم كتابات باولو كويلو عوضًا عن مؤلفات سيد قطب...

الأربعاء، فبراير ١٤، ٢٠٠٧

نقاب بعد الخمسين


الأوقات التي يشعر الإنسان فيها بالخطر ويستشعر أنه مهدد فإنه غالبا ما يعمد إلى الانغلاق والتقوقع... والمصري الآن في أشد ما يكون أحساسه بالخطر وشعوره المتنامي بأنه على الحافة دومًا ... ربما يكون هذا تفسيري لما أراه من الإقبال المتزايد من النساء المصريات على ارتداء النقاب... خاصة كما لاحظت وأكد لي عدد من الأصدقاء المعلومة من انتشار النقاب في القرى بكثافة شديدة بين شرائح محافظة من الأساس ولن يشكل النقاب إضافة لتدينها أو بين أناس لا يتعرضن بطبيعة الحياة الريفية لمضايقات أو معاكسات .... أو بين شرائح من غير المتدينات حتى بعد النقاب... منتقبة من معارفي تنقبت في ذات الوقت الذي كانت تتشحتف على سجن تامر حسني وتضع بوستراته في حجرتها وهي تبكي على خلفية أغنياته !! .. وشرائح أخرى تتعجب لنقابهن مثلا نقاب السيدات اللواتي على مشارف قول الله تعالى: و القواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن...." فربما يفهم لفتاة تستشعر أنها جميلة وتريد –لاعتقادها أن ذلك أتقى لدينها- ان تبعد نظرات الطامعين..لكن تزايد الامر مع نسائ في الخمسين مثلا كيف يمكن تفسيره...
الإنسان المصري بشكل عام يشعر أنه مهدد فهو يخاف من الخصخصة التي تهدده بالمعاش المبكر أو الطرد، كما يخاف من المرض الذي يحتاج الملايين ليعالج والأمراض الخطيرة أصبحت قرب إلى أحدنا من شراك نعله... وإذا توافر لديه الملايين فربما يعالج في مستشفى ملوث كقرب الدماء... وإذا أكل فغالبًا ما سيكون الأكل إما فراخ مهرمنة أو مزروعات مسرطنة.. أو خضروات مروية بمياه المجاري كما كشف قريبا عن أن معظم خضروات الواردة للقاهرة الكبرى على هذا الحال أو حتى علبة كشري بلاستيك صنعت من النفايات الخطيرة للمستشفيات.....ويخاف من القطارات والعبارات والطرق السريعة ومن الاغتصاب في أقسام الشرطة... لن أستطرد فالهم معروف والمسئول مفضوح ..
ماذا عن المرأة المصرية التي تعاني وسط ما تعاني من فقدان أمنها: تحرشات جنسية علنية.. كليبات غنائية أفسدت نظرة الناس لها.. وجعلتهم يرتابون في كل ما هو مؤنث لأن اي واحدة ربما تكون مشروع "واوا" كامن...
تهديد اعنف يأتي للمتدينات والمحجبات من الخلل الكبير الناتج عن المفارقة بين الهجوم عليهن في وسائل الإعلام وإفراد مساحات واسعة لشرائح منتقاة من المثقفات المستنيرات يتهمن كل محجبة بالرجعية وبالتخفي وراء الحجاب لتسهيل الدعارة و.. و.. في الوقت ذاته الذي تشكل المحجبات غالبية في المجتمع بلا شك... هذا الخلل الذي يشعر المصرية المحافظة بالقمع وما أدراك ما مرارة قمع الأقلية للأغلبية...
كل هذه التهديدات تدفع أعدادا متزايدة من المحجبات إلى التنقب في إشارة واضحة إلى الانسحاب من هذا المجتمع الذي يزدريهم ويشنع عليهم وكأنهم يقولون خلاص أنتم مش عايزينا واحنا كمان مالناش غرض في مجتمعكم افرحوا بيه
انتشار النقاب على هذا النحو -رغم تأكيد الفقهاء والمفتين أنه عادة وليس عبادة- مؤشر خطير على فقدان المجتمع أمنه ليس المسئول عنه المنتقبات أنفسهن وليس الحل بالتأكيد الحل الزقزوقي الذي ابتكره وزير الأوقاف "المستنير" الذي طرد موظفة لديه لانها منتقبة.. بدلا من محاورتها ونقاشها بالحسنى ...