فرصة سعيدة

الاثنين، فبراير ٢٥، ٢٠٠٨

وهي متجاعصة ..

- يا ترى هيعملوا ايه النهاردة
- والله مش عارف... وحتى لا أبدو -كما بدوت لنفسي- حالقا له زودت:ربنا يستر
- العيال بتوع الكاميرون فظاع
- صحيح ...
أشارت وقد بلل المطر ملابسها العجوز، الأنيقة بمواصفات زمن شباب صاحبتها : جامع مصطفى محمود
- بس عند ومبي كدة
كانت قد اتخذت قراراها بالركوب هربا من المطر الذي اشتد فجأة .. من جانبها اعتبرت ومبي إنجازا جيدا... من جانبي فكرت أن أبدي ملاحظة لهما، كدت أقولها متلطفا أن ومبي لم يعد هناك .. ولا في أي مكان آخر... لكن الرجل بادر
- العيال كلهم بيلعبوا في تشيلسي وبرشلونة ....
- فعلا، لكن بيخافوا من الإصابات...
- اسمحوا لي اقول لكم حاجة .. انتم زي ولادي... الكورة دي هما بيشغلوكم فيها.. ولو تسمحوا لي بدل ما تتكلموا عن الكورة شوفوا غزة واللي بيتعمل فيها....
لم أجد نفسي في حاجة للاعتذار .. محاوراتي كانت محدودة .. فكرت أيضًا في أن أقول إننا يمكن أن نهتم لغزة ولمبارة الافتتاح في البطولة.. وفكرت أن أزيد الأمر تعقيدا وأقول إننا نحتاج للفرحة جدا لأننا مضغوطون ... وفكرت أن أقول أشياء كثيرة.. لكني التزمت الصمت وتوقعت أن يدافع عني وعن نفسه شريكي في الحوار... وبالفعل تكلم
- طيب والله يا مدام إ ن اللقمة ملهاش طعم من التفكير في غزة... أنا طول النهار أنا والعيال بندعيلهم...
المفاجأة كانت كبيرة... أطبقت فمي وركزت مع المطر المنساب على الزجاج
وبعد دقائق من الحكي علا صوت الرجل ولكزني ليشركني في الحديث .. ما هو كل ده مذكور في القرآن... إن ربكم لن يغيركم حتى تغيروا ما بأنفسكم ...
كدت أنطق فأردف، والرسول قال: إذ أنتم كغثاء كغثاء السيل تتجاعص عليكم الأمم يوم القيامة !!!
مد ألف تتجاعص ومد رقبته ناظرا إلي فبدا لي يريد أن يحك أنفي، قررت الكلام .. لكنه سألني.. وهي بتتجاعص ولا لأ؟ وبلا توقف قال: والله بتتجاعص.. كررها مرارا ويبدو انه فهم من نظرتي له أنني قد أعجبت بمقدرته اللغوية..
يا باشا ده هما متجاعصين جدا.. متجاعصين ومدلدلين رجليهم ...
لم يبد لي ما قاله يحتاج إلى أي تصحيح ... نفحته جنيهين زيادة تقديرا لفهمه الإجمالي للنصوص...