فرصة سعيدة

الخميس، مارس ٠٦، ٢٠٠٨

لا شيء يحكى


استيقظت وأنا أكاد أموت ...
حلم فظيع... أبشع من كل أحلامي السوداء...التي أراها نادرًا... أسوأ من الاختناق وأنا أريد أن أصرخ ... .. ومن الخنازير السوداء التي كانت ترعبني في أحلامي وأنا صغير، ولا تزال... ومن مطاردة الأشباح لي في الكوابيس.. ومن شخص يخوفني يشبه أينشتين أو بالأدق العالم الذي كان في فيلم
"
back to the future"،
إنه حلم مختلف.. لا أعرف بالضبط إن كان من أحلام اليقظة أو من أحلام النوم ...
أحلم أني لا أجد ما أحكيه... لا أجد ما أحكي لأحد .. لا حكايات لأصدقائي لا على مقهى أبو أمين ولا على سيلانترو.. ولا مواقف وحواديت لحبيبتي... ولا ذكريات وكذبات صغيرة لأولادي... ولا حتى ترهات أرويها لنفسي ....
لا شيء لأحكيه ....

الاثنين، فبراير ٢٥، ٢٠٠٨

وهي متجاعصة ..

- يا ترى هيعملوا ايه النهاردة
- والله مش عارف... وحتى لا أبدو -كما بدوت لنفسي- حالقا له زودت:ربنا يستر
- العيال بتوع الكاميرون فظاع
- صحيح ...
أشارت وقد بلل المطر ملابسها العجوز، الأنيقة بمواصفات زمن شباب صاحبتها : جامع مصطفى محمود
- بس عند ومبي كدة
كانت قد اتخذت قراراها بالركوب هربا من المطر الذي اشتد فجأة .. من جانبها اعتبرت ومبي إنجازا جيدا... من جانبي فكرت أن أبدي ملاحظة لهما، كدت أقولها متلطفا أن ومبي لم يعد هناك .. ولا في أي مكان آخر... لكن الرجل بادر
- العيال كلهم بيلعبوا في تشيلسي وبرشلونة ....
- فعلا، لكن بيخافوا من الإصابات...
- اسمحوا لي اقول لكم حاجة .. انتم زي ولادي... الكورة دي هما بيشغلوكم فيها.. ولو تسمحوا لي بدل ما تتكلموا عن الكورة شوفوا غزة واللي بيتعمل فيها....
لم أجد نفسي في حاجة للاعتذار .. محاوراتي كانت محدودة .. فكرت أيضًا في أن أقول إننا يمكن أن نهتم لغزة ولمبارة الافتتاح في البطولة.. وفكرت أن أزيد الأمر تعقيدا وأقول إننا نحتاج للفرحة جدا لأننا مضغوطون ... وفكرت أن أقول أشياء كثيرة.. لكني التزمت الصمت وتوقعت أن يدافع عني وعن نفسه شريكي في الحوار... وبالفعل تكلم
- طيب والله يا مدام إ ن اللقمة ملهاش طعم من التفكير في غزة... أنا طول النهار أنا والعيال بندعيلهم...
المفاجأة كانت كبيرة... أطبقت فمي وركزت مع المطر المنساب على الزجاج
وبعد دقائق من الحكي علا صوت الرجل ولكزني ليشركني في الحديث .. ما هو كل ده مذكور في القرآن... إن ربكم لن يغيركم حتى تغيروا ما بأنفسكم ...
كدت أنطق فأردف، والرسول قال: إذ أنتم كغثاء كغثاء السيل تتجاعص عليكم الأمم يوم القيامة !!!
مد ألف تتجاعص ومد رقبته ناظرا إلي فبدا لي يريد أن يحك أنفي، قررت الكلام .. لكنه سألني.. وهي بتتجاعص ولا لأ؟ وبلا توقف قال: والله بتتجاعص.. كررها مرارا ويبدو انه فهم من نظرتي له أنني قد أعجبت بمقدرته اللغوية..
يا باشا ده هما متجاعصين جدا.. متجاعصين ومدلدلين رجليهم ...
لم يبد لي ما قاله يحتاج إلى أي تصحيح ... نفحته جنيهين زيادة تقديرا لفهمه الإجمالي للنصوص...




الأحد، سبتمبر ٢٣، ٢٠٠٧

لا يا صلاح



لا يا صلاح ليس الأمر كما ذكرت
الحروف يا صديقي لا تجف.. حروفك الحرة الصادقة بذور .. تنثرها في الغيطان .. تحنو عليها الأيادي وتهتز لها أوتار الحس .. فتثمر .. أغاني وأناشيد وقصائد .. يتلوها براعم في مسجد بعيد .. ويتلقفها بالقراءة شباب غض فيطربون ويتعلمون ... تلتهب حماسة فتيات بريئات فينشطن للحرية والحق والحب...
لا يغرك انك ما اشتهرت للآن .. وما ضرك من الناس الذين لا يعرفونك إذا كان الله يعرفك ... صديقي هل أنت حزين على فوات قطار الشهرة.. ومن استقله ممن يعجبونك؟.. أنت تعرف أن أغلبهم من الزبد ...
أغدا الموعد يا صلاح؟... موعد نهائي؟
يا لهف قلبي عليك أيها الحنون البرئ؟
من قال بذا الموعد؟ الطبيب الذي يعالج مرضك؟ الطبيب الذي لا يعرف لنفسه موعدا؟..
والذي ربما ذهب قبلنا كلنا؟
يا صديقي راحلون نحن ومرتحلون في الأساس .. ومن شروط اللعبة ألا تعرف متى تغادر الملعب... إجراءات المغادرة تتم في لحظات ...
لحظة من تلك ?... محمد أو علي.. تامر أم سمير... بشرى أو منى... مروة أو نادية...
المجد لمن يستعد يا حبيبي...
المجد لمن طهر قلبه وأحب ربه وتفانى للناس...
يا صديقي
أحسدك والله أتعرف علام؟
على قلب برئ طاهر.. ووجه طلق مستبشر.. وروح طفل كبير...
لعلي لم أبثك قبل ذلك شعوري...
لكنني يا صديقي على رغم قلة مقابلاتنا أقول إنك من هؤلاء الذين أشرف وأسعد أن قابلتهم في حياتي...

الأربعاء، يونيو ١٣، ٢٠٠٧

حبيبي ولا على باله


أقد م لكم صديقي العزيزين
الشهيرين بأبنائي
فداء الدين وشهرته دو
وعمر وشهرته عمر
يسرقان من الزمن وقتًا للمرح على شاطيء الإسكندرية في مايو الفائت
كلما نظرت لهما وهما يكرسان وقتهما الأساسي للهو واللعب وسبيس توون وإغراق الشقة لأمهما بالماء
أتذكر قول الأخ الفاضل عمرو دياب حبيبي ولا على باله
وبدلا من أن أنكد عليهما بطرح ما ينتظرهما من سنين شقاء في هذه الحياة الهزلية
أقول لنفسي دعهما يتزودان بالقدر اللازم من المرح
فنصيبهما من الكآبة محجوز لا سيما وهما سيحملان هوية مصرية
اعذراني يا حبايبي فأنا أحد أسباب هذا المقلب البايخ

الغم النبيل



كتب الشاعر ابن الناس علي سلامة كلامه الرائع التالي بعنوان البطانية ، لن أتكلم عن علي سلامة لكن أقول ما يراودني حينما أقرا شعره .. فدائما كنت أغار من أجيال قديمة كانت تباهي بمجايلتها لنجم وجاهين وحداد والأبنودي وبيرم، غيرتي تتبدد حين أشعر بالفخر أنني سمعت مباشرة من علي سلامة ورأيته .. أول مرة أردت ان أبحث عن أي شيء لعلي سلامةعلى النت لم أجد شيئا عن الشاعر ووجدت معظم النتائج يتحدث عن: الحمد لله "على سلامة" الرئيس أو الأمير أو المواطنين والأغرب هو من حمد الله على النت "على سلامة" مطار جون كنيدي ... أي والله
أترككم مع هذا الغم النبيل....وقصيدة علي سلامة

مش أنا امبارح
رحت من بيتنا في السيدة
للشغل في حلون
في سبع دقايق
لا شوفت حد زعلان
ولا حد متضايق
والورد إنسان
والنخل متعايق
والناس جميلة مؤدبة
والجو رايق
والدنيا ماشية لوحدها
ولا حد سايق
ومش انا
امبارح برضه
رجعت من الشغل في حلوان
لبيتنا في السيدة
في خمس دقايق
لا حاسس بغربة
ولا شايف غريب
وقلبي ابيض حليب
عندليب
كروان فرحان
شايل ف قلبي وف جيوبي
الفرح أشكال وألوان
وزعت ع الشوارع
والبيوت والجيران
وطلعت البيت
ضربت الجرس
فتحت مراتي وبالأحضان
والعيال كمان فرحانين
ناجحين وجايبين
الدرجات النهائية
من غير دروس خصوصية
قمنا رقصنا وغنينا
واحتفلنا واتغدينا
فضلة خيرك
سمك واستاكوزا
وجمبري م الكبير
وحلينا ب مهلبية
وشربنا الشاي كمان
وفجأة
لقيتني بردان بردان
بصيت لقيت
الشباك مفتوح
ومفيش بطانية
ومراتي جنبي وزي ما هيه
لسة بتعاني من آلام المفاصل
وده اللي حاصل
والحمد لله
على كل شيء

الاثنين، مارس ١٩، ٢٠٠٧

حد يعرف حد زي قصاص؟

ثلاثة عشر عاما هي عمر معرفتي بك طويلة تلك الفترة أم قصيرة.. لا أدري...إذا سافرت كنت مودعي للمطار وإذا عدت كنت أول من أتصل به لينتظرني.. تقريبًا لم أكن أحتضنك .. ربما لانه مهما طال الغياب كنت معي ... أذكر يوم كنت في الخارج لعام تقريبا وأنت مع شلة الأصدقاء في المقطم للإفطار الرمضاني.. واتصلت بي لتغني لي مع الأصدقاء أحمد يا حبيبي .. لو تعلم كم ضحكت يومها حتى البكاء!!! يومها فتحت السبيكر وأسمعت زوجتي صوتكم كنت فخورا ان لي أحبابًا يتذكرونني في غربتي ويغنون لي
حسبتني لا أريد أن أنضم لهذا المأتم وعشرات غيره لكن ما بالقلب حيلة
لم أرد أن أكتب
لكن صورة القديس العاشق لهذا الوطن ... في مدونات أصدقائه ومعارفه وأحبابه لم تفلتني... أجبرتني على البوح ...
عجيب أمرك يا محمد ... كثيرون من يعتقدون أنك تهتم لهم وبهم كما لا تهتم بأحد غيرهم..
أنا منهم بالمناسبة ...
وكثيرون يعتقدون أنك لا يمكن أن تهتم بغيرهم كل هذا الاهتمام
وانا منهم كذلك..
قرات ماكتب هنا وهناك ...
من أصدقائك وإخوانك ...
فتعجبت ..هل اهتممت بكل هذه التفاصيل لكل هؤلاء البشر بهذه الطريقة؟
كيف لك ذلك يا مثابر؟...
ظننت أن هداياك الصغيرة الرقيقة لأبنائي في مناسباتهم المختلفة لا يمكن أن تتكرر مع أحد غيري .. لانك لا تنسى أبدا مناسبة لهؤلاء الصغار...
أذكر يوم وجدت من يعطيني قلمًا ويقول قصاص بعثه إليك.. فاستغربت وقلت من أين قال من المعتقل.. وفي حبسة أخرى –كثيرة مرات حبسك يا محمد في دولة البيادات - برواز من الخشب عليه آية قرآنية تدعو ناظريها للصبر... من يحتاج للصبر يا محمد انت في زنزانتك الباردة؟ أم نحن في قاهرتنا المقبضة؟
أتذكر يا صديقي صديقنا المشترك محمد عبد الحليم
الناصري الذي اعتقل فلما ذهبت له بنفحتك من الطعام والملبس بكى وقال الاندال خافوا وانت اللي جيت؟ ...
ذهبت لوالد محمد مع مجموعة من الأصدقاء خلال اليومين الأخيرين .. أحدهما كان معه مفتاح سيارته ... لما فتحها وجد مجموعة منعلب ألبان للأطفال .. ضحكنا وأوصلناها لأسرته وقلنا لهم محاولين اصطناع نكتة .. هو محمد اتجوز وخلف من ورانا؟ .. قال عم علي القصاص ده لبن لابن عادل صاحبكم .. يا عيني مكنش لاقيه فمحمد اشتراه له وما لحقش يوصله له.. ممكن توصلوه لابن عادل؟
كان سؤالي الدائم لأصدقائنا المشتركين وسؤالهم لي دومًا حد يعرف حد زي قصاص؟

الأحد، مارس ١٨، ٢٠٠٧

جماعة الإخوان المرحومة.. البقاء لله


هل أصيب الإخوان بالسكتة الدماغية السياسية التي تقابل السكتة الدماغية؟تحدثوا كثيرا عن التأسيس الثالث على يد المرشد عاكف مقارنين بينه وبين البنا والتلمساني في مسألة الانفتاح واكتساب مساحات جديدة في الشارع والمكاسب السياسية، وأهم من تحدثوا الثالوث ضياء رشوان وعمرو الشوبكي ورفيق حبيب القبطي الإخواني كما يصفه البعض، لكن رأيًا آخر يعتقد أن الإخوان يعيشون أسوأ عصورهم حتى في ظل المكاسب التي تحققت خاصة على مستوى التمثيل البرلماني غير المسبوق 20% من مقاعد مجلس الشعب.أول أعراض هذه السكتة كان السكوت غير المبرر عن اعتقال القيادة السياسية ذات الكاريزما العالية عصام العريان وترك الإخوان ملفه تماما للدرجة التي تردد معها من خلال بعض المعتقلين معه أن الرجل أصيب بنوع من الضيق في محبسه حين كان الإخوان يقاطعون المظاهرات التي يدعو إليها بعض النشطاء للتنديد باستمرار حبس العريان، وربما كانت المفارقة أن أكثر من هتف للعريان كان القيادة اليسارية كمال خليل !!... العجيب أن قيادات الإخوان قطعت على نفسها عهدًا بإعطاء الأمان للنظام حين قال أحدهم إننا لن نتحرك نيابة عن الشعب.من هذه السكتات السياسية صمتهم العجيب حول أول جس نبض من النظام تجاه حرب الأرزاق، حين تم إقصاء عبد المجيد مشالي القيادي الشاب من استثماراته الأساسية بشركة اي تو والتي حققت تحت إدارته نجاحا فريدا في عمر قصير، بل إن أحد الشباب الإخواني العاملين فيها أجبر بناء على تعليمات مشتركة من ضابط أمن دولة ومسئوله الإخواني على كتابة استقالته وعوتب على تسريبه الضغط الممارس عليه إلى إحدى الصحف المستقلة.السكتة الأعظم كانت مسألة الميليشيات التي يبدو أنها دوخت الإخوان حتى لم تدع لهم فرصة في التفكير حتى في رد مناسب، فجاءت الردود كوميدية لدرجة الاستفزاز حتى هيجت على الإخوان النخبة القليلة التي كانت دومًا معهم، خاصة أن تفسيرات كون المطلاب يقومون بعمل اسكتش جاءت من قيادات لها حضورها وقبولها مثل العريان و أبو الفتوح الذي أصر أنه عرض مسرحي!!!ثم جاءت السكتة الأكبر والأسوأ حين صمتت الجماعة صمتًا مريبًا تجاه الخبطة الأعظم في مصادرة أموال والحجز على شركات قيادات كبيرة قدرت أموالها المصادرة بعشرة مليارات، بل وبعض هؤلاء استقال من الجماعة منذ زمن، وحسب مصادر إخوانية فإن الهدف من السكتة كان طمأنة النظام (لماذا؟).واطمأن النظام تمامًا وتوالت الصفعات على هيئة اعتقالات متوالية حتى قال أحد الشباب إنه يعتقد ان الجماعة "متنحة" من جراء الضربة على الرأس، وقال آخر إن الموقف يذكره بالصعيدي الذي ضرب ميت قفا على سهوة.سكتة أخرى ولا أبشع ولا أروع حين كفا الإخوان على خبر حزبهم ماجورًا ضخمًا، لمنع التسرب، والذي لاعبوا به النظام أيامًا معدودات، البعض يقول إن في ذلك مزيدًا من سياسة الطمأنة، لكن الجديد هو أن أفكار الحزب التي صاغها عدد من قيادات الجماعة لم تحظ بموافقة الكبار نظرا لتحررها وليبراليتها التي ذهبت إلى قبول رئاسة الأقباط والمرأة للدولة مع مساحات حرية حقيقية في الفنون والفكر وبالتالي اتخذ المشايخ قرارا بأن يقفلوا على بدعة الحزب ربما لأن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، رغم أن أي متابع لا بد أن يعرف أن الإخوان يحتاجون لرافعة ترفعهم من الخسائر الضخمة التي حازوها على كل الأصعدة.يكفي لتعرف عمق الشلل الإخواني الحاد أن تقارن بين موقف الجماعة في بداية المحاكمات العسكرية لقادتها عام 1995 وموقفها الآن، فرغم قلة الإمكانات آنذاك وعدم وجود سوى ممثل واحد للإخوان في البرلمان، وقلة المساحة الإعلامية المتاحة للإخوان ليتحركوا فيها فلا فضائيات ولا إنترنت ومع ذلك فإن الاحتاجاج والاعتراض على هذه المحاكمات لا يمكن مقارنتها بالأداء الإعلامي الحالي الذي تتصدر أولوياته تهنئة المرشد للشيخ عبد الله الأحمر بفترة رئاسة ثالثة في حزبه اليمني، وذكريات الدعوة للشيخ فرج النجار وشرح أركان البيعة للشيخ جمعة أمين، وصور كل القيادات العجوزة التي تجدها ولا بد في صدارة الصفحة الرئيسية لموقع الإخوان.
الخلاصة
لدي سؤال حقيقي طرحته على أحد القيادات الإخوانية الشابة ولم يجبني.. سؤالي هو في هذه الأيام التي يواجه فيها الإخوان حربًا أكبر بكثير من حروب سابقات.. ماذا يناقش الإخوان في مكتب إرشادهم؟ وهل هناك أفكار لمواجهة الموقف أفضل من توجيه عبد المنعم أبو الفتوح لتهدئة شباب الإخوان بمقال نشر على موقعهم اسمه "فصبر جميل"؟

الأحد، مارس ١١، ٢٠٠٧

كل واحد يعمل له دستور وخلاص




لا يعجبني أن نناقش جميعا ما قرر السيد الرئيس المبجل أن يناقشه مجلس الشعب، ولا يعجبني أن تكون النقاشات بلا طائل لأن سيد قراره وطني جدا وسيوافق بالأغلبية المطلقة على التعديلات التي أوحاها السيد الرئيس إلى الملاك الموكل بالشورى صفوت الشريف والملاك الموكل بالشعب أحمد فتحي سرور ليمررها سيادته إلى المجلس الملي الأعلى لنفاجأ نحن العبيد المناكيد الذين كويس جدا ورضا أن فيه حد اسمه النظام لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قرر أن يغير "بعض" المواد الدستورية "بعض "الشيء.. فوجب علينا التسبيح والتهليل بحمد الكبير.. لأن ذلك كله منة منه ولو لم يفعل اما طالبنا بشيء.
ولأن كل ذلك وأكثر لا يعجبني أحببت أن أعمل "دستور بلدي" وقلت لا بد ان أقوم بهذا الفعل بدلا من أن أفاجأ بتجريم مثل هذه الأعمال في دستور الإرهاب الذي سيصدر وسيكون قانون الطوارئ بالنسبة له قانونًا ليبراليا على الآخر...
القصد.. الدستور الذي أقترحه وأدعوكم لكتابة دساتيركم انتم كمان، زي وصاياكم كدة، هذا الدستور مواده كالتالي:
المادة الأولى:
لا يهم أن يكون رئيس الجمهورية أبديًا كما يجوز له أن يفعل بنا وبأموال البلد ما يشاء وينهبنا ونحن سنتركه في حاله...وله كل الحقوق في أن يخلف من يشاء في الحكم
المادة الثانية:
لا يلتزم رئيس الجمهورية بأي التزامات أمام شعبه وهو غير مطالب بأي شيء لا توفير أكل ولا شرب ولا رفع كلمة الوطن عالية ولا الحفاظ على تراب الوطن (خدنا ايه من التراب غير العفرة ووساخة الهدوم ومزيد من تايد في الغسيل مفيش مستحيييل) واحنا من جانبنا لن نطالبه بأي شيء بل على العكس نلتزم تماما بما يريد ولن نناقشه.
المادة الثالثة:
نلتزم كمواطنين أن نخرج في كل المسيرات على الجانبين نغني بفتور ونبتسم ونلوح بأي أعلام تعطيها لنا أمانات الحزب في محافظاتنا، لكن الأفضل أن يستخدم الرئيس طائرة أو يكف عن التجول داخل مدننا لأننا نمنع من المرور وتتعطل مصالحنا بدون لزوم ونحن طبعا لن نطالبه بأن يسمع نبض الشعب ولا أي كلام من ده لأن خلاص احنا جالنا هبوط ونبضنا مش هينفع يتسمع
المادة الرابعة:

نطلب من سيادته تلطفًا وتعطفًا عدة أمور لو أراد أن يقوم بها إحسانًا على هذا الشعب الغلبان الراضي بقضائه وقدره الصابر على ما ابتلاه ومنها ألا يأمر رجاله بهتك أعراضنا في أقسام الشرطة .. لانه أحلى من الشرف مفيش والمشكلة أنه مفيش، ولو كان ضروري -وباين كدة أنه ضروري- بلاش يصورونا بالموبايل، حتى من باب إيمان سيادته العميق إن ربنا أمر بالستر.
المادة الخامسة:
كما نطلب من سيادته إذا أراد مصادرة أموالنا أن يترك لنا الكفاف الذي نستطيع به أن نعلم أولادنا، وأن نأكل ونشرب على قد القد، وعشان احنا طماعين حبذا لو ترك لنا الذهب بتاع زوجاتنا ويعني لو مفيهاش إحراج 200 جنيه بنزين للعربية في الشهر وانا من دلوقتي هعود العربية على بنزين تمانين.
المادة السادسة:
يحاول النظام قدر الإمكان أن يلتزم بتوفير المياه القاتلة والأطعمة المسرطنة والدماء الملوثة والخدمة الصحية الكاذبة، وأنابيب البوتاجاز حاصدة الأرواح، والتعليم المتخلف، ونشر ثقافة الجهل والتخلف، والعناية بالمساجد وغلقها بعد الصلوات مباشرة، وتطوير الخطاب الديني كمرحلة لتزهيق الناس من مسألة الدين، ودعم الإعلام منتهي الصلاحية، ودور مصر الإقليمي المحدود يا ولداه، لأن هذه الأمور مهمة لأننا في النهاية وإن كنا نموت نموت من المرض الذي تسببه المياه لكن هذا الموت أرحم من أن نموت عطشًا.

المادة السابعة:
يحاول النظام قدر الإمكان ألا يموت ابني تحت عجلات سيارة فارهة يقودها أحد الأثرياء، أو في عبارات الموت، أو في القطارات المحروقة، إذا كان لابد فاعلا فليقتله بالرصاص تخفيفًا لآلامه وآلامي.

المادة الأخيرة:
لو لم يستطع النظام أن يفعل أي شيء من كل ما رجوناه في المواد السابقة فقط نصر أن يعفينا من ترهات الصحفيين والإعلاميين الذين هم دومًا مع الرصين فإننا نعرف أن الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها، لكننا احترنا في الذين عبدوا أن يكونوا أغوات واتخذوا من الركوب دينًا.