فرصة سعيدة

الثلاثاء، فبراير ٢٠، ٢٠٠٧

باولو كويلو بدلا من سيد قطب

المهتمون بالمسألة الإسلامية عليهم أن يفكروا من جديد في مشروعهم.. لا أقصد هنا الكلام الكبير عن السياسة والعولمة وهذه الأمور، بل أناقش أبسط ما يميز أصحاب المشروع الإسلامي ونقطة الانطلاق الأساسية في مشروعهم وهي الدعوة إلى الله والتي أصبحت بجلاء هي الدعوة لمظاهر التدين ... الأمر بات من المسلمات لكن ذلك لا يمنعنا أن نناقشه ... فمعظمنا يمكنه الاتفاق على أن دعوة الناس وهدايتهم بالمعنى الحرفي للكلمة وتديين مساراتهم وجذبهم إلى العبادة وممارستهم الشعائر كانت هي الشغل الشاغل للمشروع الإسلامي في الفترة الماضية وطبعًا نعرف أن هذه النوعية من البشر تشكل بوضوح الأرضية المناسبة للانتقاء والتجنيد داخل الحركات الإسلامية المختلفة.. وهذا ما يمكن أن نفسر به الحفاوة التي استقبل بها الإخوان المسلمون ظاهرة التدين الشعبي لسلفي في أوائل التسعينات رغم أن الأرضية التي ينطلق منها التدين الشعبي لا تصلح أبدًا لانتقاء أفراد للانخراط في الغخوان المسلمون لأن القاعدة الفكرية تماما مختلفة... ولكن التهليل بالتدين الشعبي جاء في إطار تهليل لكل مظاهر التدين التي تصبغ المجتمع فتسهل للإخوان التحرك في الشارع والفوز بأصوات هذه الجماهير .. اتخذ الإخوان الموقف حتى قبل دراسة مدى نفع هذه المظاهر من عدمها.. والانتباه لمعايير الانحراف عن مقاصد الدين التي تشوب بعض أشكال ومظاهر التدين.. ومن هذه المظاهر التي احتفى بها الإسلاميون حجاب الفنانات والتسابق لإطلاق الأوصاف المختلفة عليهم من تائبات إلى عازفات عن الشهرة ومنه التهليل لأي حركة انفصالية في العالم يقوم بها مسلمون وانتشار الحديث عن جهاد بورما وكشمير والشيشان وتايلاند والفلبين حتى وإن لم يعرف المؤمِّنين خلف الإمام أين تقع هذه الأماكن .. وإقبال الشباب على تكرار الحج والعمرة وانتشار الفضائيات الدينية وانتشار ثقافة الشريط الإسلامي وكل هذه المظاهر التي بالتأكيد تحمل أكثر من وجه .. ولا تحمل معها الخير فقط او الشر فقط... وبدلا من الاتجاه إلى ترشيد هذه المظاهر وتوجيهها الوجهة الصحيحة ظل منطق الحبور والتهليل هو المسيطر..
هذه الحالة أدت بأصحاب المشروع إحساسًا وهميًا بأن ثمة منجزًا وهو اقتراب الناس أكثر من الدين وبالرضا عن الوسائل والخطط والاستراتيجيات... دون التساؤل أو حتى التوقف أمام الأسئلة البدهية هل من المفيد صرف طاقة الشباب المتدين نحو الحجاب والإكثار منن العبادات في رمضان وتكرار الحج والعمرة أم ان ثمة مجالات أخرى من الهم توجيه الناس إليها ...
تتضح الفكرة في رأيي من خلال النظر لظاهرة عمرو خالد الذي فجاة وجد مريدين وأتباعًا بعدد مهول ولما وجد أن مزيدا من الشحن نحو مظاهر التدين من عبادات وشعائر لن تجدي وان التعبد والصلوات جزء من حياة الإنسان ولا يمكن ان تشغل مائة بالمائة منها.. فاضطر تحت ضغط الرغبة في عمل شيء إلى تنفيس هذا الزخم في أعمال خيرية تارة وفي ما زعمه إحداث نهضة تارة ولالاشتباك مع بعض الامور السياسية تارة أخرة.. لكن لأن التفكير والتخطيط لم يأخذ حقه ولم يدعمه بناء فكري محترم، فإن الارتباك كان سيد الموقف فتبددت التجربة وضاع الزخم ولم أعد أسمع عن عمرو خالد إلا اتصاله الدائم بتامر حسني وهيثم شاكر في محبسهما والشد من أزرهما أو أشاهده في إعلان لتحريم شرعي السطو بالوصلات على مباريات الكرة التي تبثها قنوات الشيخ صالح كامل ...
ربما يبدو الأمر فيما قاله صديقي الصحفي رضا فايز أنه ربما على الإسلاميين التفكير في أي الأولويات أجدى الدعوة إلى التدين بمعناه البسيط في مفردات ومظاهر شعائرية وحسب، أم الدعوة للتحضر والتقدم والرقي وهي المعاني التي تتعانقمع مقاصد الدين فعلا...
إذا ساد هذا المنطلق فإن الفتاة التي تبدع في عملها ستكون أولى بالتشجيع والتحفيز من الفتاة التي تتحجب.. وسيكون الطبيب الشاب الذي يسهر في عيادته خير من المعتكف على ختم القرآن...وسيكون الشاب المهووس بالتقنية واختراع لعبة الكترونية عربية خير من الشاب المهتم بمتابعة أخبار المسلمين عبر النت والتحوقل والحسبنة...
وعلى هذا ستتحقق خارطة جديدة للإسلاميين بطاقاتهم الهائلة وستتغير أجندتهم بلا شك فربما نجد توجهًا بإلغاء ما يسمى بفرق الأفراح الإسلامية وتشجيع فرقة حالة او اسكندريلا بما يقدمان من فن أقرب لروح الإسلام ما خبط ورزع الفرق الإسلامية في الأفراح.. وستكون ساقية الصاوي ودار الأوبرا منهلا لشباب الإسلاميين وليس فقط ساحات المساجد ... وربما يضم الإخوان لمنهجهم كتابات باولو كويلو عوضًا عن مؤلفات سيد قطب...

9 تعليقات :

  • ممكن طبعاً الاخوان يدرسوا باولو كويهلو بدل سيد قطب لو اثبت لهم انه مسئول قسم التربية في البرازيل او كان مدير مدارس الدعوة أو الصحابة في ريودي جانيرو او ضواحيها

    كتب Anonymous غير معرف, في ٦:٥٩ م  

  • انا معك بنسبة كبيرة ولكن لماذا تحاول ان تفصل بين المجتهدة في عملها والتي تتحجب الم يرشدك ذكائك الي ان تفكر في الاف البنات المحجبات المجتهدات جدا فى العمل ولو عايز تتاكد بنفسك روح مقر الامم المتحدة في مصر واسال كمان عن مساعدة وزير الخارجية ومشفتش في كام طبيب محترم جدا ومجتهد في عمله من الملتزمين؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اللي بعد ما بيخلص شغله بيحاول علي اد ما يقدر يشتغل في الدعوة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    انا عارف كتير وتعال اوريك !!!!!!!!!!!!

    كتب Blogger hosam, في ١٢:١١ م  

  • إلى العزيز إسلام
    شكرا للاهتمام
    والمتابعة اللطيفة والنكتة
    وامشي بقى ياعم
    سلام

    كتب Blogger فرصة سعيدة, في ٦:٥٠ م  

  • الصديق العزيز حسام
    شكرا لك
    بص يا حسام انا مش قصدي فكرة الاجتهاد في العمل
    لكن بتكلم عن فكرة تانية خالص بدايتها بلا شك بالاجتهاد في العمل
    الفكرة اللي اقصدها هي قيادة الكون اللي أكيد حاجة مهمة جدا فيها اننا نكون مخترعين ومكتشفين ورواد وده مستوى بالتأكيد مختلف عن الاجتهاد وبعدين ممارسة الدعوة
    طبعا انا مش ضد اختيار أي إنسان أنه يدعو أو يخدم مجتمعه
    ولكن لو التلات أربع ساعات بتوع الدعوة
    راحوا لدراسة علمية معمقة أو اكتشاف دواء جديد
    مش ده فرض الكفاية اللي لازم يعمله الدكتور ولا ايه؟

    كتب Blogger فرصة سعيدة, في ٦:٥٢ م  

  • أنت جيت معايا ع الجرح والله
    أنا بقالي فترة بأفكر نفس التفكير وانتظر قريبا مشروعي المتواضع في مدونتي التقنية

    كتب Blogger مُصْعَب إِبْرَاهِيم, في ٤:٢٣ ص  

  • متفق معك تماما في رأيك

    كتب Blogger Abd El Rahman Magdy, في ١٢:٣٩ ص  

  • مصعب
    شكرا للتعليق وحمد الله ع السلامة ومنتظر ما في مدونتك الجميلة
    من أفكار جميلة

    كتب Blogger فرصة سعيدة, في ٨:٠١ م  

  • عبووووووووووود
    شكرا
    بس ممكن تقول لي فين الناس اللي بيخالفوا آرائي عايزين الجو يسخن كدة

    كتب Blogger فرصة سعيدة, في ٨:٠٢ م  

  • وهل تظن أن الإخوان المسلمين لا يسعون لتحقبق ما ذكرت ،
    إن من شمولية الإسلام ( وهذا من فهم الإخوان ) أن يوجدوا الفتاة المجتهدة في عملها ، ((((مع حجابها ))))
    وأن يوجدوا الطبيب المسلم ، الذي يجتهد ويسهر في عيادته مع قيامه في الليل أثناء فراغه ، يعني ركعتين ( مش لازم يطول
    أما ما ذكرته من حركة الالتزام التي بدأت تنتشر في المجتمع ، فهذه حركة ( شئنا أم أبينا ) تبشر بالخير
    ألا ترى أن الشاب الذي يقضي وقته في المسجد ، وقيام الليل ، خير من الذي يتسكع في الشوارع ويقضي عمره في الكازينوهات ، ومع الحشيش
    أم أنك تريد أن تقول لي أن الشباب غير المتدين
    هو إما مخترع ، أو ساهر على تنمية قدراته العقليه ( وهذا محال )
    فالأغلبية الساحقة منهم إما ساهر ولكن على ما تعلم وأعلم
    والله الموفق

    كتب Blogger albaghdadi, في ٩:٥٦ م  

إرسال تعليق

<< الرئيسية