فرصة سعيدة

الأربعاء، فبراير ١٤، ٢٠٠٧

نقاب بعد الخمسين


الأوقات التي يشعر الإنسان فيها بالخطر ويستشعر أنه مهدد فإنه غالبا ما يعمد إلى الانغلاق والتقوقع... والمصري الآن في أشد ما يكون أحساسه بالخطر وشعوره المتنامي بأنه على الحافة دومًا ... ربما يكون هذا تفسيري لما أراه من الإقبال المتزايد من النساء المصريات على ارتداء النقاب... خاصة كما لاحظت وأكد لي عدد من الأصدقاء المعلومة من انتشار النقاب في القرى بكثافة شديدة بين شرائح محافظة من الأساس ولن يشكل النقاب إضافة لتدينها أو بين أناس لا يتعرضن بطبيعة الحياة الريفية لمضايقات أو معاكسات .... أو بين شرائح من غير المتدينات حتى بعد النقاب... منتقبة من معارفي تنقبت في ذات الوقت الذي كانت تتشحتف على سجن تامر حسني وتضع بوستراته في حجرتها وهي تبكي على خلفية أغنياته !! .. وشرائح أخرى تتعجب لنقابهن مثلا نقاب السيدات اللواتي على مشارف قول الله تعالى: و القواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن...." فربما يفهم لفتاة تستشعر أنها جميلة وتريد –لاعتقادها أن ذلك أتقى لدينها- ان تبعد نظرات الطامعين..لكن تزايد الامر مع نسائ في الخمسين مثلا كيف يمكن تفسيره...
الإنسان المصري بشكل عام يشعر أنه مهدد فهو يخاف من الخصخصة التي تهدده بالمعاش المبكر أو الطرد، كما يخاف من المرض الذي يحتاج الملايين ليعالج والأمراض الخطيرة أصبحت قرب إلى أحدنا من شراك نعله... وإذا توافر لديه الملايين فربما يعالج في مستشفى ملوث كقرب الدماء... وإذا أكل فغالبًا ما سيكون الأكل إما فراخ مهرمنة أو مزروعات مسرطنة.. أو خضروات مروية بمياه المجاري كما كشف قريبا عن أن معظم خضروات الواردة للقاهرة الكبرى على هذا الحال أو حتى علبة كشري بلاستيك صنعت من النفايات الخطيرة للمستشفيات.....ويخاف من القطارات والعبارات والطرق السريعة ومن الاغتصاب في أقسام الشرطة... لن أستطرد فالهم معروف والمسئول مفضوح ..
ماذا عن المرأة المصرية التي تعاني وسط ما تعاني من فقدان أمنها: تحرشات جنسية علنية.. كليبات غنائية أفسدت نظرة الناس لها.. وجعلتهم يرتابون في كل ما هو مؤنث لأن اي واحدة ربما تكون مشروع "واوا" كامن...
تهديد اعنف يأتي للمتدينات والمحجبات من الخلل الكبير الناتج عن المفارقة بين الهجوم عليهن في وسائل الإعلام وإفراد مساحات واسعة لشرائح منتقاة من المثقفات المستنيرات يتهمن كل محجبة بالرجعية وبالتخفي وراء الحجاب لتسهيل الدعارة و.. و.. في الوقت ذاته الذي تشكل المحجبات غالبية في المجتمع بلا شك... هذا الخلل الذي يشعر المصرية المحافظة بالقمع وما أدراك ما مرارة قمع الأقلية للأغلبية...
كل هذه التهديدات تدفع أعدادا متزايدة من المحجبات إلى التنقب في إشارة واضحة إلى الانسحاب من هذا المجتمع الذي يزدريهم ويشنع عليهم وكأنهم يقولون خلاص أنتم مش عايزينا واحنا كمان مالناش غرض في مجتمعكم افرحوا بيه
انتشار النقاب على هذا النحو -رغم تأكيد الفقهاء والمفتين أنه عادة وليس عبادة- مؤشر خطير على فقدان المجتمع أمنه ليس المسئول عنه المنتقبات أنفسهن وليس الحل بالتأكيد الحل الزقزوقي الذي ابتكره وزير الأوقاف "المستنير" الذي طرد موظفة لديه لانها منتقبة.. بدلا من محاورتها ونقاشها بالحسنى ...



2 تعليقات :

  • أخي الكريم
    لا أتفق معك في أن النقاب أو الحجاب ناتج عن افتقاد الأمن لأننا نفتقد الأمن منذ عقود طويله
    نسيت حسني بقاله كام سنه كاتم على أنفاسنا بقانون الطواريء؟
    نسيت من إمته بنصرخ من مبيدات يوسف والي؟
    نسيت من إمته الناس مش لاقيه اللقمه؟

    الحكايه مش كده خالص

    أنا شخصا ضد تفسير الأمر على هذا النحو وكأننا خائفون من حقيقة قرب الناس من ربها وزيادة إيمانها

    ليه ؟
    هي دي حاجه تخوف يا جدعان؟

    أنا شايف أن الله فتح على هؤلاء وزاد إيمانهن وتدينهن ، ربما قلدهن البعض دون أن يصلن إلى نفس مستوى التدين

    لكن يبقى السبب الرئيسي هو التدين

    وهذا أمر طيب والله ولا يخيف إلا أعداء الله وزوائدهم من الحكام الخونة ومن والاهم من مكتبجية السلطة الذي يتقيأون ما يوضع في بطونهم من سحت كل يوم في جرائد الحكومة الصفراء

    الاتنين صفر سوا الحكومة ولا جرايدها

    أرق تحياتي

    كتب Anonymous غير معرف, في ٨:٢٠ ص  

  • الصديق العزيز
    ابن بهية
    أحترم رأيك تماما
    والتفسيرات المختلفة للظاهرة الواحدة إيجابيةجدا
    أحمد

    كتب Blogger فرصة سعيدة, في ٤:٤١ م  

إرسال تعليق

<< الرئيسية