الحكومة بتـ(نوكيا) الشعب المصري
القبض على تنظيم جديد للإخوان المسلمين، خبر عادي لكن توقيته هو الشيء غير العادي.. لماذا يتم القبض على تنظيم للإخوان الآن بالذات..؟؟
اللقاءات التنظيمية الإخوانية تتم كل ساعة في الأربعة والعشرين ساعة في كل شبر من أرض مصر.. وهذه معلومة لا سرية ولا تحتاج تعبًا لإثباتها هذه حقيقة واقعة، وإن كان الإخوان يجتمعون في الماضي وهم خائفون من طرقات الأمن على الأبواب باعتبارهم –رسميا- جماعة محظورة، فإن الـ88 نائب في مجلس الشعب، ومنظمات حقوق الإنسان المتعاطفة معهم، والصحف المستقلة المتابعة لأخبارهم، كل هذه الأشياء تجعلهم يجتمعون دون خوف من الأمن وطرقاته.. لكن مازال السؤال موجود.. لماذا الآن؟
هل لأن الأمن المصري فوجئ بأن الإخوان لا سمح الله يعملون في قطاع الطلبة؟.. أبدا، لأن الأمن المصري يعرف كثيرا عن تنظيم الإخوان، والإخوان أنفسهم يعترفون بوجود التنظيم ولا ينكرونه، وعشرات التحليلات السياسية تحدثت عن قوة وتماسك هذا التنظيم.؟
أضف لما سبق أن الحكومة المصرية تلعب دورا جيدا من وجهة نظر حماس في استقبالها لخبر قوز حماس بثقة الشعب الفلسطيني وإدراك النظام المصري أن الإسلاميين قادمون، ولا بد من تغيير التكتيك ولو قليلا.. فما الذي حدث؟ وطبعا لا علاقة للموضوع بأن الإخوان أقاموا تظاهرة حول الرسوم المسيئة للرسول ولا بسبب الموقف "الشامخ" من انفلونزا الطيور..
أصل الحكاية
"عبد المجيد مشالي" هو كلمة السر في هذا التنظيم، ولعلك لا تسمع به لكن بالتأكيد سمعت عن "وان تو نوكيا من اي تو" الإعلان الذي أغرق أرض مصر وفضاءها –عبر الدش- للترويج لهذه الشركة بالوجوه الصبوحة لفتيات الإعلانات المحجبات.
عبد المجيد الشاب الثلاثيني الأسمر الجدع مهندس مصري وكان رئيس اتحاد طلاب جامعة المنصورة في أوائل التسعينات، أقنع مستثمرين سعوديين بدخول السوق المصري كفرع لشركة "اتصالات الدولية" – لها 13 فرعا في العالم-، وأن يأتوا برؤوس أموالهم إلى هذا البلد مساهمة في الاستثمار وفي المناخ الجديد الذي يعم البلد، واستطاع بعد عناء إقناعهم بأنه لا توجد في مصر بيروقراطية ولا مناخ طارد ولا ضرائب غبية.
ربما بالغ مشالي كثيرا لكنه في النهاية أقنعهم بأن تكون للشركة فرع في مصر يكون هو العضو المنتدب لإدارته وهو البارع في علوم الإدارة، بل يصل الأمر بأصحاب الشركة بأن يخصصوا له 5% من الأرباح شهريا تقديرا لمجهوداته في خدمة الشركة والمساهمة في نجاحها في السوق المصري.
خلال عام حصلت الشركة على ثلاثين في المائة من حصة سوق الهواتف المحمولة في مصر، وما أدراك ما الهواتف المحمولة وما سوقها ومن حيتانها... رغم كل الصعوبات التي وضعها هؤلاء الحيتان أمامهم، تعطيل الشحنات الأولى للهواتف... غلاسات قانونية.. موافقات أمنية.. وهكذا!
لكن خطة عبد المجيد التسويقية كانت قادرة على مواجهة هذه الضغوط، فلأنه جدع وابن بلد كان أول واحد يعزم سريحة شارع عبد العزيز في رمضان الماضي على إفطار في جراند حياة، ولأن السريحة عيال جدعان قوي و "ولاد بلد" .. كان لازم يردوا الواجب.. جعلوا "اي تو" في المقدمة، والسوق المصري لم يبخل على رجل الأعمال الشاب الذي سماه منافسون تهكمًا – التلميذ-، فصار التلميذ في وقت قصير مديرا للشركة التي حازت على ثلاثين بالمائة من حصة السوق.
تسير الأمور من حسن لأحسن.. إعلانات في التليفزيون... إعلانات في الشوارع....خمسة ملايين جنية أنفقتها الشركة في التسويق خلال شهرين فقط، والعائد 38 مليون جنية مصري مبيعات، زيادة في رأس المال.. توسعة في هيكل الشركة ... نقل كثير من إدارات الشركة الام إلى مصر..
فجأة يعتقل عبد المجيد لنشاطه في قطاع الطلاب.. الجميع يتساءل لماذا وكيف؟، حتى الإخوان أنفسهم، في اليوم التالي تغلق شركة اتصالات.. بقرار واحد تصبح 500 أسرة يعمل عائلوها بشكل مباشر في الشركة .. و2000 أسرة تسترزق بشكل غير مباشر من وراء الشركة في الشارع...
أحد قيادات الإخوان في الجيزة التقى بقيادات أمن الدولة وقالوا له إن الموضوع ككل ليس من ضمن ملفاتهم، الإخوان أنفسهم بحثوا عن تفسيرات مختلفة لم تكن مرضية لأحد.
الاستنتاج الوحيد الذي يدعمه الواقع أن الأمر له علاقة بحيتان الموبايل الذي هزتهم اتصالات فبحثوا في ملفاتها فوجدوا نشاط عبد المجيد السياسي، فطلبوا من شركائهم السياسيين فعل أي شيء لغلق هذه الشركة فكانت فكرة هذا التنظيم المضروب...
أسئلة غبية على أحداث أغبى
ماذا ستفعل الحكومة مع المستثمر السعودي الذي تبلغ حجم استثمارات شركته تلك خارج السعودية 10 مليار ريال، وهل اهتمت الحكومة بدراسة قرار غبي كهذا وتأثيره السلبي على مناخ الاستثمار في مصر؟ أم أن علاقة الجيرة التي تربط صاحب أكبرتوكيل نوكيا في مصر بأحمد نظيف كانت أهم، وهل سيقتنع أحد أنه إذا كان المدير التنفيذي لشركة عالمية متورطًا بكونه من الإخوان أو حتى مديرا لشركة دعارة فإن هذا يعطي الحكومة الحق في معاقبة رأس المال الأجنبي؟ وهل تقدم وزارة الاستثمار نصائحها للمستثمرين الأجانب بأن يأخذوا تقارير أمنية من امن الدولة عمن يعينوهم في مصر؟ والأسئلة الأكثر غباءً ماذا ستفعل الحكومة للناس الذين اشتروا من اتصالات وضمنت لهم الشركة أجهزتهم؟، وماذا ستفعل بآلاف العاملين في الشركة الناشئة؟
لو كانت الحكومة المصرية قد أضاعت على المصريين الذين اشتروا من اتصالات ضمانهم، فإنها عادة حكومية اعتادها المصريين، تماما كما يضيع عليهم ضمان تنفيذ برنامج الرئيس الانتخابي، أو الحق في حياة كريمة، أو موبايل محترم..
باختصار، تنظر الحكومة المصرية للشعب المصري باعتباره جهاز نوكيا، يجوز تغييره أو رميه، أو حتى القبض على مدير الشركة التي تتاجر فيه، وغلق الشركة نفسها.. ربنا يعمر بيت الحكومة اللي بتنوكيا الشعب المصري!!
اللقاءات التنظيمية الإخوانية تتم كل ساعة في الأربعة والعشرين ساعة في كل شبر من أرض مصر.. وهذه معلومة لا سرية ولا تحتاج تعبًا لإثباتها هذه حقيقة واقعة، وإن كان الإخوان يجتمعون في الماضي وهم خائفون من طرقات الأمن على الأبواب باعتبارهم –رسميا- جماعة محظورة، فإن الـ88 نائب في مجلس الشعب، ومنظمات حقوق الإنسان المتعاطفة معهم، والصحف المستقلة المتابعة لأخبارهم، كل هذه الأشياء تجعلهم يجتمعون دون خوف من الأمن وطرقاته.. لكن مازال السؤال موجود.. لماذا الآن؟
هل لأن الأمن المصري فوجئ بأن الإخوان لا سمح الله يعملون في قطاع الطلبة؟.. أبدا، لأن الأمن المصري يعرف كثيرا عن تنظيم الإخوان، والإخوان أنفسهم يعترفون بوجود التنظيم ولا ينكرونه، وعشرات التحليلات السياسية تحدثت عن قوة وتماسك هذا التنظيم.؟
أضف لما سبق أن الحكومة المصرية تلعب دورا جيدا من وجهة نظر حماس في استقبالها لخبر قوز حماس بثقة الشعب الفلسطيني وإدراك النظام المصري أن الإسلاميين قادمون، ولا بد من تغيير التكتيك ولو قليلا.. فما الذي حدث؟ وطبعا لا علاقة للموضوع بأن الإخوان أقاموا تظاهرة حول الرسوم المسيئة للرسول ولا بسبب الموقف "الشامخ" من انفلونزا الطيور..
أصل الحكاية
"عبد المجيد مشالي" هو كلمة السر في هذا التنظيم، ولعلك لا تسمع به لكن بالتأكيد سمعت عن "وان تو نوكيا من اي تو" الإعلان الذي أغرق أرض مصر وفضاءها –عبر الدش- للترويج لهذه الشركة بالوجوه الصبوحة لفتيات الإعلانات المحجبات.
عبد المجيد الشاب الثلاثيني الأسمر الجدع مهندس مصري وكان رئيس اتحاد طلاب جامعة المنصورة في أوائل التسعينات، أقنع مستثمرين سعوديين بدخول السوق المصري كفرع لشركة "اتصالات الدولية" – لها 13 فرعا في العالم-، وأن يأتوا برؤوس أموالهم إلى هذا البلد مساهمة في الاستثمار وفي المناخ الجديد الذي يعم البلد، واستطاع بعد عناء إقناعهم بأنه لا توجد في مصر بيروقراطية ولا مناخ طارد ولا ضرائب غبية.
ربما بالغ مشالي كثيرا لكنه في النهاية أقنعهم بأن تكون للشركة فرع في مصر يكون هو العضو المنتدب لإدارته وهو البارع في علوم الإدارة، بل يصل الأمر بأصحاب الشركة بأن يخصصوا له 5% من الأرباح شهريا تقديرا لمجهوداته في خدمة الشركة والمساهمة في نجاحها في السوق المصري.
خلال عام حصلت الشركة على ثلاثين في المائة من حصة سوق الهواتف المحمولة في مصر، وما أدراك ما الهواتف المحمولة وما سوقها ومن حيتانها... رغم كل الصعوبات التي وضعها هؤلاء الحيتان أمامهم، تعطيل الشحنات الأولى للهواتف... غلاسات قانونية.. موافقات أمنية.. وهكذا!
لكن خطة عبد المجيد التسويقية كانت قادرة على مواجهة هذه الضغوط، فلأنه جدع وابن بلد كان أول واحد يعزم سريحة شارع عبد العزيز في رمضان الماضي على إفطار في جراند حياة، ولأن السريحة عيال جدعان قوي و "ولاد بلد" .. كان لازم يردوا الواجب.. جعلوا "اي تو" في المقدمة، والسوق المصري لم يبخل على رجل الأعمال الشاب الذي سماه منافسون تهكمًا – التلميذ-، فصار التلميذ في وقت قصير مديرا للشركة التي حازت على ثلاثين بالمائة من حصة السوق.
تسير الأمور من حسن لأحسن.. إعلانات في التليفزيون... إعلانات في الشوارع....خمسة ملايين جنية أنفقتها الشركة في التسويق خلال شهرين فقط، والعائد 38 مليون جنية مصري مبيعات، زيادة في رأس المال.. توسعة في هيكل الشركة ... نقل كثير من إدارات الشركة الام إلى مصر..
فجأة يعتقل عبد المجيد لنشاطه في قطاع الطلاب.. الجميع يتساءل لماذا وكيف؟، حتى الإخوان أنفسهم، في اليوم التالي تغلق شركة اتصالات.. بقرار واحد تصبح 500 أسرة يعمل عائلوها بشكل مباشر في الشركة .. و2000 أسرة تسترزق بشكل غير مباشر من وراء الشركة في الشارع...
أحد قيادات الإخوان في الجيزة التقى بقيادات أمن الدولة وقالوا له إن الموضوع ككل ليس من ضمن ملفاتهم، الإخوان أنفسهم بحثوا عن تفسيرات مختلفة لم تكن مرضية لأحد.
الاستنتاج الوحيد الذي يدعمه الواقع أن الأمر له علاقة بحيتان الموبايل الذي هزتهم اتصالات فبحثوا في ملفاتها فوجدوا نشاط عبد المجيد السياسي، فطلبوا من شركائهم السياسيين فعل أي شيء لغلق هذه الشركة فكانت فكرة هذا التنظيم المضروب...
أسئلة غبية على أحداث أغبى
ماذا ستفعل الحكومة مع المستثمر السعودي الذي تبلغ حجم استثمارات شركته تلك خارج السعودية 10 مليار ريال، وهل اهتمت الحكومة بدراسة قرار غبي كهذا وتأثيره السلبي على مناخ الاستثمار في مصر؟ أم أن علاقة الجيرة التي تربط صاحب أكبرتوكيل نوكيا في مصر بأحمد نظيف كانت أهم، وهل سيقتنع أحد أنه إذا كان المدير التنفيذي لشركة عالمية متورطًا بكونه من الإخوان أو حتى مديرا لشركة دعارة فإن هذا يعطي الحكومة الحق في معاقبة رأس المال الأجنبي؟ وهل تقدم وزارة الاستثمار نصائحها للمستثمرين الأجانب بأن يأخذوا تقارير أمنية من امن الدولة عمن يعينوهم في مصر؟ والأسئلة الأكثر غباءً ماذا ستفعل الحكومة للناس الذين اشتروا من اتصالات وضمنت لهم الشركة أجهزتهم؟، وماذا ستفعل بآلاف العاملين في الشركة الناشئة؟
لو كانت الحكومة المصرية قد أضاعت على المصريين الذين اشتروا من اتصالات ضمانهم، فإنها عادة حكومية اعتادها المصريين، تماما كما يضيع عليهم ضمان تنفيذ برنامج الرئيس الانتخابي، أو الحق في حياة كريمة، أو موبايل محترم..
باختصار، تنظر الحكومة المصرية للشعب المصري باعتباره جهاز نوكيا، يجوز تغييره أو رميه، أو حتى القبض على مدير الشركة التي تتاجر فيه، وغلق الشركة نفسها.. ربنا يعمر بيت الحكومة اللي بتنوكيا الشعب المصري!!
3 تعليقات :
ربما جئت متأخرا فقط لمدة خمسة شهور إلا ايام قليلة وهي عمر المدة التي قضاها مشالي في السجن حتى اليوم صديقي انس القاضي متواجد مع مشالي في السجن وهو موظف في شركة آي تو .
ما اريد ان اضيفه على مقالكم هذا يا سيدي العزيز ان الشركة عادت للعمل مرة اخرى لكن بعدما لبت اوامر الحكومة فقامت بعمل مخالصةمع مشالي واشترت منه اسهمه
وقامت برفض 100 موظف او اكثر لشكها في علاقتهم بمشالي والأخوان المسلمين
وهكذا هي مصر وهي حكومة مصر
كتب محمود محمد حسن, في ١٠:١٧ ص
المشكلة ياسادة اكبر مما تتخيلون فليست نوكيا او اتصالات انما هى تجفيف جميع منابع تمويل جماعة الاخوان الداخلية والخارجية لضمان عدم تكرار ماحدث فى الانتخابات الاخيرة ومايضرش من شوية مجاملا لنوكيا وكلة بثمنة وهكدا نجفف منابع التمويل لجماعة الاخوان ونجامل نوكيا ونمهد الطريق امام الوريث الاكبر حتى لايجد معارضة وكلة يتم فى جو ديوقراطى نظيف وسلم لى على التروماى
كتب MIDOO1962, في ٦:٥١ ص
متى سيأتي وقت رد إعتبار عبد المجيد مشالي الذي ظلمه النظام السابق كثيراً لا لشيئ سوى لإنتمائه لجماعة الإخوان المسلمين على الرغم مما قدمه من نجاحات إقتصادية هائلة في وقت محدود
كتب حسن المصري, في ٩:١٤ ص
إرسال تعليق
<< الرئيسية